الروابط بين سمات الشخصية والرضى في العلاقات
2 دقائق قراءة
في دراسة رائعة نُشرت عام 2016، قام الباحثون بتحليل تأثير السمات الشخصية الخمسة الكبرى – العصابية، والتوافقية، والانضباطية، والانبساط، والانفتاح – على جودة العلاقات العاطفية. وأبرزت الدراسة دور تقدير الذات كعامل وسيط مهم في تحسين رضا الشركاء عن علاقاتهم.
النتائج الرئيسية
السمات الشخصية ورضا العلاقات
- العصابية ترتبط ارتباطًا سلبيًا برضا العلاقات، إذ قد يؤدي ارتفاع مستوى العصابية إلى تأويلات سلبية داخل العلاقة.
- التوافقية، والانضباطية، والانبساط ترتبط ارتباطًا إيجابيًا برضا العلاقات؛ حيث تسهم هذه السمات في تعزيز آليات التكيف أثناء الضغوط وتحسين جودة العلاقة.
- الانفتاح أظهر نتائج متباينة؛ فقد يضفي عنصر التجديد على العلاقة، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى تقليل مستوى الالتزام.
تقدير الذات كعامل وسيط
- يلعب تقدير الذات دورًا حاسمًا كعامل وسيط بين سمات الشخصية ورضا العلاقات؛ فكلما ارتفع مستوى تقدير الذات، تحسّن رضا الشركاء عن علاقاتهم.
- استخدمت الدراسة نموذج التداخل الوسيط بين الفاعل والشريك (APIMeM) لتحليل تأثيرات الفرد والشريك معًا، مما كشف عن ديناميكيات معقدة تجمع بين السمات الشخصية وتقدير الذات ورضا العلاقات.
رؤى على المدى الطويل
- درست الدراسة تأثير هذه السمات على مدى عامين، حيث أظهرت أن سمات مثل التوافقية (وأحيانًا العصابية بدرجة محدودة) يمكن أن تتنبأ برضا العلاقات في المستقبل. ومن اللافت أيضًا أن رضا العلاقات أثر بدوره على بعض السمات الشخصية مع مرور الوقت، مما يشير إلى علاقة ثنائية الاتجاه.
الدلالات النظرية والآفاق المستقبلية
تسلط الدراسة الضوء على أهمية دمج مفهوم الشخصية وتقدير الذات معًا لفهم ديناميكيات العلاقات. إذ تُظهر النتائج أن سمات الشخصية وتقدير الذات ليست مجرد مخرجات للتفاعلات الاجتماعية، بل يمكن أن تعمل كعوامل تنبؤية لرضا العلاقات على المدى الطويل. ويدعو هذا الاكتشاف إلى إجراء المزيد من البحوث التي تمتد لفترات أطول ومع عينات متنوعة لتأكيد هذه النتائج وتوسيع آفاقها.
الخاتمة
تؤكد هذه الدراسة على التفاعل المعقد بين سمات الشخصية وتقدير الذات وتأثيرهما المشترك على رضا العلاقات. كما تفتح آفاقًا جديدة لعلاج المشكلات الزوجية والاستشارات النفسية، حيث يمكن أن يسهم التركيز على تعزيز تقدير الذات وفهم ديناميكيات الشخصية في بناء علاقات أكثر استقرارًا ورضا. لا تضيف هذه الدراسة الرائدة بعدًا جديدًا لفهم ديناميكيات العلاقات فحسب، بل تقدم أيضًا إرشادات عملية لتعزيز النمو الشخصي والتفاهم المتبادل بين الشركاء.
المصادر
ملاحظة: نترجم agreeableness إلى التوافقية وconscientiousness إلى الانضباطية.